. نزول النبي عيسى عليه السلام
العلامة الخامسة. ينزل النبي عيسى بعد ظهور المهدي وخروج الدجال. فيصلى مأموما خلف المهدي ويقتل الدجال.
وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث التالي:
2579- ليس بيني وبين عيسى نبي وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض ينزل بين ممصرتين كأن رأسه تقطر، وإن لم يصبه بلل فيقاتل الناس على الإسلام فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك المسيح الدجال فيمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون.
(د) عن أبي هريرة.
وفي حديث طويل في صحيح مسلم الآتي:
(.....فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم. فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق. بين مهرودتين. واضعا كفيه على أجنحة ملكين. إذا طأطأ رأسه قطر. وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ......) الحديث
فأول شيء يفعله هو أن يصلي (حيث أنه ينزل وقد أقيمت الصلاة لصلاة الصبح) ويأمهم المهدي وقال العلماء الحكمة في نزول عيسى بالذات من سائر الأنبياء هو الرد على اليهود بأن قالوا أنهم قتلوه والرد على النصارى بأن زعموا أنه إله. وأنه لم يتقدم ليصلي بالناس لكيلا يقع إشكالا, فإن تقدم للإمامة فسيظن الناس أنه تقدم مبتدئا شرعا جديدا فصلى مأموما لكيلا يتدنس بغبار الشبهة.
ثم يتقدم ليقتل الدجال ثم القضاء على بقية اليهود. ثم يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويدعو إلى الإسلام فلا يقبل إلا الإسلام أو السيف حتى يقضي على جميع الممل فلا تبقى إلا ملة الإسلام.
فتضع الحرب أوزارها فيعيش الناس في نعمة وسلام فترفع البغضاء والشح وينزع السم حتى يدخل الطفل يده في فم الأفعى فلا تضره ويلعب الأطفال مع الأسود ولا تضرهم والذئب مع الغنم كالكلب وتخرج خيرات الأرض وتنزل السماء خيراتها.
في صحيح البخاري: 2109
- حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد)
ثم يمكث في الأرض أربعين سنة (في الحديث السابق) بعد أن يهلك الله في زمنه ياجوج وماجوج.
مدة مكوثه : أربعين سنة.
موعد ظهوره: من السابق علمنا بأنه يتبقى 64 سنة. إذا موعد خروج النبي عيسى عليه السلام كحد أدنى غدا وكحد أقصى بعد 24 سنة.
ونعلم يقينا أنه لن يخرج غدا لوجود علامات أخرى تظهر قبله.
7. الأعور الدجال (أعاذنا الله وإياكم من فتنته)
العلامة الرابعة. هو أعظم فتنة وحذر جميع الأنبياء قومه منه وأمرنا رسولنا الكريم بالتعوذ منه دبر كل صلاة.
فتنته عبارة عن فتنة شبهات وشهوات وليست جبر واكراه وقهر.
فهو يخرج على جدب ومجاعة عالمية وقحط فيدعي الصلاح ثم يدعي النبوة ثم يدعي الألوهية عندها تطمس عينه ويكتب على جبينه (ك ف ر) فيخرج ويلوح للناس بجبالا من الخبز وأنهارا من الماء فيفتتن به الماديون أصحاب الشهوات وأهل الدنيا الذين لايبالون من أين يأكلون أمن حلال أم من حرام.
وقد أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ( مابين خلق آدم إلى قيام الساعة فتنة أكبر من فتنة الدجال) رواه أحمد.
وحذر النبي من الوقوف في وجهه ومواجهته حيث قال صلى الله عليه وسلم ( من سمع بالدجال فلينأ عنه فوالله إن الرجل ليأتيه وهو مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات) رواه أحمد.
يهبط الدجال على الأرض كلها إلا مكة المدينة فإنهما محرمتان عليه وعلى كل باب من أبوابهما ملك بيده السيف يصده عنهما.
وفي هذا الحديث شرح وافي لفتنة الدجال (من زيادة الجامع الصغير):
4115- يا أيها الناس إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال، وإن الله عز وجل لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال، وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم وهو خارج فيكم لا محالة فإن يخرج وأنا بين أظهركم فأنا حجيج لكل مسلم، وإن يخرج من بعدي فكل حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم، وإنه يخرج من خلة بين الشام والعراق فيعيث يمينا وشمالا، يا عباد الله أيها الناس فاثبتوا فإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه قبلي نبي إنه يبدأ فيقول: "أنا نبي"، ولا نبي بعدي. ثم يثني فيقول: "أنا ربكم"، ولا ترون ربكم حتى تموتوا. وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور، وإنه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب. وإن من فتنته أن معه جنة ونارا: فناره جنة وجنته نار فمن ابتلي بناره فليستغث بالله وليقرأ فواتح الكهف فتكون بردا وسلاما كما كانت النار على إبراهيم. وإن من فتنته أن يقول للأعرابي: رأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك، فيقول نعم: فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه فيقولان: يا بني اتبعه فإنه ربك. وإن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها ينشرها بالمنشار حتى تلقى شقين ثم يقولوا: انظروا إلى عبدي هذا فإني أبعثه ثم يزعم أن له ربا غيري فيبعثه الله ويقول له الخبيث: من ربك فيقول: ربي الله وأنت عدو الله أنت الدجال والله ما كنت قط أشد بصيرة بك مني اليوم. وإن من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت. وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه فلا يبقى لهم سائمة إلا هلكت. وإن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه فيأمر السماء أن تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظمه وأمده خواصر وأدره ضروعا. وإنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه إلا مكة والمدينة لا يأتيهما من نقب من أنقابهما إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة حتى ينزل عند الضريب الأحمر عند منقطع السبخة فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه فتنفي الخبيث منها كما نفي الكير خبث الحديد ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص. قيل: فأين العرب يومئذ؟ قال: هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس وإمامهم رجل صالح فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى يتقدم عيسى فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له: تقدم فصل فإنها لك أقيمت فيصلي بهم إمامهم فإذا انصرف قال عيسى: افتحوا الباب فيفتحون وراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى وساج فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء وينطلق هاربا ويقول عيسى: إن لي فيك ضربة لن تسبقني فيدركه عند باب لد الشرقي فيقتله فيهزم الله اليهود فلا يبقى شيء مما خلق الله عز وجل يتواقى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا شجر ولا حجر ولا حائط ولا دابة إلا الغردقة فإنها من شجرهم لا تنطق؟؟ إلا قال: يا عبد الله المسلم هذا يهودي فتعال اقتله. وإن أيامه أربعون سنة السنة كنصف السنة، السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، وآخر أيامه كالشررة يصبح أحدكم على باب المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتى يمشي. قيل يا رسول الله: كيف يصلي في الأيام القصار قال: تقدرون فيها الصلاة كما تقدرون في هذه الأيام الطوال ثم صلوا فيكون عيسى بن مريم في أمتي حكما عدلا وإماما مقسطا يدق الصليب ويذبح الخنزير ويضع الجزية ويترك الصدقة فلا يبقى على شاة ولا بعير وترفع الشحناء والتباغض وتنزع حمة كل ذات حمة حتى يدخل الوليد يده في الحية فلا تضره وتضر الوليدة الأسد فلا يضرها ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء وتكون الكلمة واحدة فلا يعبد إلا الله وتضع الحرب أوزارها وتسلب قريش ملكها وتكون الأرض كفاتور الفضة تنبت نباتها بعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم ويكون الثور بكذا وكذا من المال، ويكون الفرس بالدريهمات قالوا يا رسول الله: وما يرخص الفرس؟ قال: لا تركب لحرب أبدأ قيل: فما يغلي الثور؟ قال: تحرث الأرض كلها. وإن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد، يأمر السماء السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها، ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها، ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها، ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة، ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء فلا يبقى ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء الله قيل: فما يعيش الناس في ذلك الزمان قال: التهليل والتكبير والتحميد، ويجزي ذلك عليهم مجزأة الطعام. )
النجاة منه تكون كما أمرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بالتعوذ منه دبر كل صلاة وحفظ سورة الكهف أو العشر الآيات الأولى أو العشر الآيات الأخيرة.
في صحيحي البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إِذَا تَشَهَّدَ أحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ، يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِني أعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَة المَسِيحِ الدَّجَّالِ"
1021 - وعن أبي الدرداء رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: <من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال> وفي رواية: <من آخر سورة الكهف> رَوَاهُ مُسلِمٌ.
إذا من سمع بظهور الدجال فليلجأ إلى مكة أو المدينة فإنه لايدخلها وإن لم يستطع فليفر من أمامه وليلزم الدعاء والذكر.
فيبعث الله عيسى عليه السلام فما أن يراه اللعين حتى يفر منه فيدركه عيسى عليه السلام عند باب لد في فلسطين فيطعنه فيقتله عندها يهرب اليهود من عيسى والمهدي والمسلمين فما يختبؤن وراء شيء إلا أنطقه الله فدل عليهم ووشى بهم فيقتلهم الله جميعا وتتطهر الأرض من هؤلاء الأنجاس والحمد لله.
علامة ظهوره: كما جاء في آخر الحديث هي ثلاث سنوات مجاعة عالمية وخروج المهدي. ومن حديث الجساسة, جفاف بحيرة طبرية ونخل بيسان من علامات ظهوره.
مكان حبسه: محبوس في إقليم خراسان من قرية يهودية أصبهان (أي على الحدود الروسية الإيرانية)
والدجال موجود الآن منذ بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأنه موثق وثاقا شديدا. حديث الجساسة الشهير يدل على ذلك.
صفته: وصفه لنا الرسول عليه الصلاة والسلام في عدة أحاديث. فيه علامات تظهر من بعيد وأخرى من قريب:
إذا نظرت إليه من بعيد رأيت رجلا قصيرا ضخم الجثة أسمر, أحمر (أدمته صافية قد احمرت وجنتاه) عظيم الرأس جعد الشعر قطط (شديد الجعودة) كأنه مضروب بماء ورمل كثير ملتف, كأن شعره أغصان شجرة, أفحج (تدانت صدور قدميه وتباعدت عقباها).
ومن قريب رأيت شبها شيطانيا فشق وجهه الأيمن ممسوح لاعين فيها ولاحاجب وعينه اليسرى متقدة, خضراء كأنها كوكب دري, كأنها زجاجة خضراء بارزة جاحظة متدلية على وجنته كأنها عنبة طافية.
ومكتوب بين عينيه ك.ف.ر.
مدة مكوثه في الأرض: سنة وشهرين و14 يوم. يدل عليها الحديث التالي
(.....................قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللّهِ وَمَا لَبْثُهُ فِي الأَرْضِ؟ قَالَ: "أَرْبَعُونَ يَوْماً. يَوْمٌ كَسَنَةٍ. وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ. وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ. وَسَائِرُ أَيّامِهِ كَأَيّامِكُمْ" قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللّهِ فَذَلِكَ الْيَوْمُ الّذِي كَسَنَةٍ، أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلاَةُ يَوْمٍ؟ قَالَ: "لاَ. اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ............) صحيح مسلم بشرح النووي
سيأتي شرح مسببات المجاعة وطول الأيام لاحقا.
موعد ظهوره: من السابق يتضح أن موعد خروجه هو كحد أدنى غدا وكحد أقصى بعد 22 سنة و 10 أشهر.
العلامة الخامسة. ينزل النبي عيسى بعد ظهور المهدي وخروج الدجال. فيصلى مأموما خلف المهدي ويقتل الدجال.
وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث التالي:
2579- ليس بيني وبين عيسى نبي وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض ينزل بين ممصرتين كأن رأسه تقطر، وإن لم يصبه بلل فيقاتل الناس على الإسلام فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك المسيح الدجال فيمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون.
(د) عن أبي هريرة.
وفي حديث طويل في صحيح مسلم الآتي:
(.....فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم. فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق. بين مهرودتين. واضعا كفيه على أجنحة ملكين. إذا طأطأ رأسه قطر. وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ......) الحديث
فأول شيء يفعله هو أن يصلي (حيث أنه ينزل وقد أقيمت الصلاة لصلاة الصبح) ويأمهم المهدي وقال العلماء الحكمة في نزول عيسى بالذات من سائر الأنبياء هو الرد على اليهود بأن قالوا أنهم قتلوه والرد على النصارى بأن زعموا أنه إله. وأنه لم يتقدم ليصلي بالناس لكيلا يقع إشكالا, فإن تقدم للإمامة فسيظن الناس أنه تقدم مبتدئا شرعا جديدا فصلى مأموما لكيلا يتدنس بغبار الشبهة.
ثم يتقدم ليقتل الدجال ثم القضاء على بقية اليهود. ثم يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويدعو إلى الإسلام فلا يقبل إلا الإسلام أو السيف حتى يقضي على جميع الممل فلا تبقى إلا ملة الإسلام.
فتضع الحرب أوزارها فيعيش الناس في نعمة وسلام فترفع البغضاء والشح وينزع السم حتى يدخل الطفل يده في فم الأفعى فلا تضره ويلعب الأطفال مع الأسود ولا تضرهم والذئب مع الغنم كالكلب وتخرج خيرات الأرض وتنزل السماء خيراتها.
في صحيح البخاري: 2109
- حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد)
ثم يمكث في الأرض أربعين سنة (في الحديث السابق) بعد أن يهلك الله في زمنه ياجوج وماجوج.
مدة مكوثه : أربعين سنة.
موعد ظهوره: من السابق علمنا بأنه يتبقى 64 سنة. إذا موعد خروج النبي عيسى عليه السلام كحد أدنى غدا وكحد أقصى بعد 24 سنة.
ونعلم يقينا أنه لن يخرج غدا لوجود علامات أخرى تظهر قبله.
7. الأعور الدجال (أعاذنا الله وإياكم من فتنته)
العلامة الرابعة. هو أعظم فتنة وحذر جميع الأنبياء قومه منه وأمرنا رسولنا الكريم بالتعوذ منه دبر كل صلاة.
فتنته عبارة عن فتنة شبهات وشهوات وليست جبر واكراه وقهر.
فهو يخرج على جدب ومجاعة عالمية وقحط فيدعي الصلاح ثم يدعي النبوة ثم يدعي الألوهية عندها تطمس عينه ويكتب على جبينه (ك ف ر) فيخرج ويلوح للناس بجبالا من الخبز وأنهارا من الماء فيفتتن به الماديون أصحاب الشهوات وأهل الدنيا الذين لايبالون من أين يأكلون أمن حلال أم من حرام.
وقد أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ( مابين خلق آدم إلى قيام الساعة فتنة أكبر من فتنة الدجال) رواه أحمد.
وحذر النبي من الوقوف في وجهه ومواجهته حيث قال صلى الله عليه وسلم ( من سمع بالدجال فلينأ عنه فوالله إن الرجل ليأتيه وهو مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات) رواه أحمد.
يهبط الدجال على الأرض كلها إلا مكة المدينة فإنهما محرمتان عليه وعلى كل باب من أبوابهما ملك بيده السيف يصده عنهما.
وفي هذا الحديث شرح وافي لفتنة الدجال (من زيادة الجامع الصغير):
4115- يا أيها الناس إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال، وإن الله عز وجل لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال، وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم وهو خارج فيكم لا محالة فإن يخرج وأنا بين أظهركم فأنا حجيج لكل مسلم، وإن يخرج من بعدي فكل حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم، وإنه يخرج من خلة بين الشام والعراق فيعيث يمينا وشمالا، يا عباد الله أيها الناس فاثبتوا فإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه قبلي نبي إنه يبدأ فيقول: "أنا نبي"، ولا نبي بعدي. ثم يثني فيقول: "أنا ربكم"، ولا ترون ربكم حتى تموتوا. وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور، وإنه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب. وإن من فتنته أن معه جنة ونارا: فناره جنة وجنته نار فمن ابتلي بناره فليستغث بالله وليقرأ فواتح الكهف فتكون بردا وسلاما كما كانت النار على إبراهيم. وإن من فتنته أن يقول للأعرابي: رأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك، فيقول نعم: فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه فيقولان: يا بني اتبعه فإنه ربك. وإن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها ينشرها بالمنشار حتى تلقى شقين ثم يقولوا: انظروا إلى عبدي هذا فإني أبعثه ثم يزعم أن له ربا غيري فيبعثه الله ويقول له الخبيث: من ربك فيقول: ربي الله وأنت عدو الله أنت الدجال والله ما كنت قط أشد بصيرة بك مني اليوم. وإن من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت. وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه فلا يبقى لهم سائمة إلا هلكت. وإن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه فيأمر السماء أن تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظمه وأمده خواصر وأدره ضروعا. وإنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه إلا مكة والمدينة لا يأتيهما من نقب من أنقابهما إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة حتى ينزل عند الضريب الأحمر عند منقطع السبخة فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه فتنفي الخبيث منها كما نفي الكير خبث الحديد ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص. قيل: فأين العرب يومئذ؟ قال: هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس وإمامهم رجل صالح فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى يتقدم عيسى فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له: تقدم فصل فإنها لك أقيمت فيصلي بهم إمامهم فإذا انصرف قال عيسى: افتحوا الباب فيفتحون وراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى وساج فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء وينطلق هاربا ويقول عيسى: إن لي فيك ضربة لن تسبقني فيدركه عند باب لد الشرقي فيقتله فيهزم الله اليهود فلا يبقى شيء مما خلق الله عز وجل يتواقى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا شجر ولا حجر ولا حائط ولا دابة إلا الغردقة فإنها من شجرهم لا تنطق؟؟ إلا قال: يا عبد الله المسلم هذا يهودي فتعال اقتله. وإن أيامه أربعون سنة السنة كنصف السنة، السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، وآخر أيامه كالشررة يصبح أحدكم على باب المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتى يمشي. قيل يا رسول الله: كيف يصلي في الأيام القصار قال: تقدرون فيها الصلاة كما تقدرون في هذه الأيام الطوال ثم صلوا فيكون عيسى بن مريم في أمتي حكما عدلا وإماما مقسطا يدق الصليب ويذبح الخنزير ويضع الجزية ويترك الصدقة فلا يبقى على شاة ولا بعير وترفع الشحناء والتباغض وتنزع حمة كل ذات حمة حتى يدخل الوليد يده في الحية فلا تضره وتضر الوليدة الأسد فلا يضرها ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء وتكون الكلمة واحدة فلا يعبد إلا الله وتضع الحرب أوزارها وتسلب قريش ملكها وتكون الأرض كفاتور الفضة تنبت نباتها بعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم ويكون الثور بكذا وكذا من المال، ويكون الفرس بالدريهمات قالوا يا رسول الله: وما يرخص الفرس؟ قال: لا تركب لحرب أبدأ قيل: فما يغلي الثور؟ قال: تحرث الأرض كلها. وإن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد، يأمر السماء السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها، ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها، ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها، ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة، ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء فلا يبقى ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء الله قيل: فما يعيش الناس في ذلك الزمان قال: التهليل والتكبير والتحميد، ويجزي ذلك عليهم مجزأة الطعام. )
النجاة منه تكون كما أمرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بالتعوذ منه دبر كل صلاة وحفظ سورة الكهف أو العشر الآيات الأولى أو العشر الآيات الأخيرة.
في صحيحي البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إِذَا تَشَهَّدَ أحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ، يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِني أعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَة المَسِيحِ الدَّجَّالِ"
1021 - وعن أبي الدرداء رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: <من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال> وفي رواية: <من آخر سورة الكهف> رَوَاهُ مُسلِمٌ.
إذا من سمع بظهور الدجال فليلجأ إلى مكة أو المدينة فإنه لايدخلها وإن لم يستطع فليفر من أمامه وليلزم الدعاء والذكر.
فيبعث الله عيسى عليه السلام فما أن يراه اللعين حتى يفر منه فيدركه عيسى عليه السلام عند باب لد في فلسطين فيطعنه فيقتله عندها يهرب اليهود من عيسى والمهدي والمسلمين فما يختبؤن وراء شيء إلا أنطقه الله فدل عليهم ووشى بهم فيقتلهم الله جميعا وتتطهر الأرض من هؤلاء الأنجاس والحمد لله.
علامة ظهوره: كما جاء في آخر الحديث هي ثلاث سنوات مجاعة عالمية وخروج المهدي. ومن حديث الجساسة, جفاف بحيرة طبرية ونخل بيسان من علامات ظهوره.
مكان حبسه: محبوس في إقليم خراسان من قرية يهودية أصبهان (أي على الحدود الروسية الإيرانية)
والدجال موجود الآن منذ بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأنه موثق وثاقا شديدا. حديث الجساسة الشهير يدل على ذلك.
صفته: وصفه لنا الرسول عليه الصلاة والسلام في عدة أحاديث. فيه علامات تظهر من بعيد وأخرى من قريب:
إذا نظرت إليه من بعيد رأيت رجلا قصيرا ضخم الجثة أسمر, أحمر (أدمته صافية قد احمرت وجنتاه) عظيم الرأس جعد الشعر قطط (شديد الجعودة) كأنه مضروب بماء ورمل كثير ملتف, كأن شعره أغصان شجرة, أفحج (تدانت صدور قدميه وتباعدت عقباها).
ومن قريب رأيت شبها شيطانيا فشق وجهه الأيمن ممسوح لاعين فيها ولاحاجب وعينه اليسرى متقدة, خضراء كأنها كوكب دري, كأنها زجاجة خضراء بارزة جاحظة متدلية على وجنته كأنها عنبة طافية.
ومكتوب بين عينيه ك.ف.ر.
مدة مكوثه في الأرض: سنة وشهرين و14 يوم. يدل عليها الحديث التالي
(.....................قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللّهِ وَمَا لَبْثُهُ فِي الأَرْضِ؟ قَالَ: "أَرْبَعُونَ يَوْماً. يَوْمٌ كَسَنَةٍ. وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ. وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ. وَسَائِرُ أَيّامِهِ كَأَيّامِكُمْ" قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللّهِ فَذَلِكَ الْيَوْمُ الّذِي كَسَنَةٍ، أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلاَةُ يَوْمٍ؟ قَالَ: "لاَ. اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ............) صحيح مسلم بشرح النووي
سيأتي شرح مسببات المجاعة وطول الأيام لاحقا.
موعد ظهوره: من السابق يتضح أن موعد خروجه هو كحد أدنى غدا وكحد أقصى بعد 22 سنة و 10 أشهر.