الحمد لله الذى هدانا لهذا و ما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله , الحمد لله الذى شرفنا و أعزنا بهذا الدين وأشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً عبده و رسوله
محمد صلى الله عليه و سلم إمام المجاهدين وإمام العلماء و إمام الورعين
أما بعد؛
هل سمعت هذه الكلمة (أموت ولا أصاحب ملتزم )
قالها لصاحبه و هما يتحاوران :
يا أخى أموت ولا أصاحب ملتزم حياته غريبة كئيبة , لا ملذات فيها ولا متعة ولا صحبه لذيذة
كل كلمة عليها محاذير تراه لا يتكلم إلا بكلام ممطوت منمق وكأنه يكتب موضوع تعبير
انظر إلى حياته يصحو مبكراً بشكل عجيب ولا يدرى لذة التأخر فى الاستيقاظ و كيف أنها ساعات راحة و استجمام تراه ينطلق إلى المسجد و كأنه ينطلق إلى مقابلة حبيبته ويلقى من هم على شاكلته مستبشراً ضاحكاً (لا أدرى لماذا) وبعد الصلاة تجده يمشى فى الطرقات يكلم نفسه وإذا سألته وأنت تضحك عليه (ماذا تقول) لقال لك أقول الأذكار فتتعجب مما يقول
ثم بعد ذلك تراه فى عمله إذا قلت له(فتح دماغك) نظر إليك وقال لك يا أخى هناك حلال و حرام إن الله يرانى
وإذا جاءت حسناء انبهر بشكلها و ريحها الكبير و الصغير تراه مطأطئ الرأس ينظر إلى الأرض و كأنه أنثى يستحى من الرجال
فإذا قلت له يا أخى انظر متع عينيك لقال لكأمرنى ربى بغض البصر)
و إذا أردت أن تكرمه و تقدم له طعام أو شراب قال لك اليوم الأثنين و أنا صائم)
وإذا ذكرنا زميلنا الغائب و قلنا عنه بعض المواقف المضحكه لقال لك هذه غيبه محرمه)
و إذا سألته عن أحب هوايته لقال لك العجب العجاب من حفظ قرآن أو سماع أشرطه يصرخون فيها بأصوات غريبة) أو يقول لكأسماء كتب والله ما احفظ منها حرف )
تجده يمشى بهمه (و كأنه يمشى إلى مباراة)
أما منظره (فماذا أقول؟؟) لحيته طويلة ملابسه قصيرة يغطى رأسه أحياناً و تجده سعيد جداً بمنظره و أنا استحى ان أفعل نصف ما يفعل تجده يمشى فى الطرقات يعلى صوته بالآيات
تجد دائماً يخرج من جيبه عود خشب فإذا سألته ما هذا لقال لك هذا سواك سنة رسول الرب الذى سوَّاك )
فإذا تكلمت بحديث لمعرفة أخر أخبار المباريات أو النهائيات أو حتى المسلسلات تجده غير مهتم ولغير ما هو فيه لا يُلم دائماً فكره مشغول بأشياء بعيدة عن العقول إذا ذهبت معه الى أى مكان يذكر لك العراق و افغانستان و يظهر حزنه عندما يرى البائسين فى فلسطين
أنا معك تجد رائحته طيبه و أسنانه بيضاء ولكن روائح غريبة لم نعتد عليها
و إذا سألته ما هذه الرائحة لقال لك هذه روائح العود و المسك التى كان يحبها الحبيب صلى الله عليه و سلم )
اجد اباه يضيق عليه وقد يأمره بأوامر لو قالها لى ابى لثرت عليه ولارتفع صوتى حتى يسمعه الجيران ولكن هو مطيع له فى كل مكان واذا قلت له ما جعلك تصبر كل هذا الصبرلقال امرنى ربى ان اطيع والدىِّ )
فلا تجد له ممثل يحبه ولا مطرب يقلده ..........كيف يعيش.........كيف يعيش...؟
وليس له صورة على هاتفه لفنانة مشهورة او ممثلة محبوبة
تجده يلقى السلام على كل الناس حتى من اساء اليه وذمه
فلا تجد له شخصية فالغضب يجعلك تكره من اساء اليك ولكنه كأنه ينسى من اغضبه وانا اكره ذلك كله
واذا قلت فى كلام عادى بعض الكلمات يراجعك فى معظمها
مثلا لو قلت والنبى لقال لك قل لا اله الا الله
وكذلك يمنعك من قول صدفة
وكل كلمة وكأن عليها رقيب فلا تستطيع ان تتكلم امامه براحة ولا مودة ولا سهولة ولا تفاهه مما يشعرك بأنه سيخنقك بكل تصرفاته
واذا فعلت امامه ما يغضبه يراجعك الف مرة ويأمرك بالصواب فى كل مرة
واذا قلت له لما هذا التشدد لقال لك كنتم خير امة)
لذلك(اموت ولا اصاحب ملتزما)
فقال له صاحبه ألهذا تكرهه:
هل يرضيك من هو فى كل صفة لمن تكره مخالف
ولا يرضى بمعالى الامور ويكون دائما فى التوافه و السفاسف
تراه يتكلم وكأنه لا يعرف النطق
حروفه يقلد فيها الاطفال دون النضج
واى كلمة تأتى على لسانه يقول
من غير محاذير ولا خوف من غضب رب الرسول
ولا يصاحب الا عوير
وكسير وثالث ما فيه خير
يسير فى الطرقات
يضحك على كلماته المتدنية كل الفئات
يغنى بكلمات من نظر فى المرآة
فاشمئز من شكل نفسه واكتئب لما مر من الزمان وفات
او يغنى بكلمات فكهانى
يستحى الشيطان من جعلها لنفسه واولاده اغانى
واذا كان فى العمل
لم تأمنه على مكتب خالى او حتى كيلو بصل
لانه لا يخشى الرقيب